يلعب التمريض المنزلي دوراً حيوياً وفعالاً في التغذية الصحية، حيث ان التغذية السليمة خاصة للمسنين، تساعد في الحفاظ على الصحة، والحد من الأمراض المزمنة. كما تُساعد على زيادة مستوى حيوية الجسم وقدرته على ممارسة الأنشطة اليومية، وتحسين الطاقة والمزاج.
كبار السن والمرضى هم الأكثر عُرضة لسوء التغذية من غيرهم، حيث يُعانون من نقص الفيتامينات والمعادن بصورة أكبر من الشباب. لذلك يجب الحرص على توفير تمريض منزلي متخصص ومدرب وقادر على تحضير وجبات صحية متوازنة تحتوي على جميع العناصر الغذائية المهمة والتي يجب أن تتوفر في الغذاء الذي يقدم للمريض او المسن.
ما هي التغذية الصحية؟
التغذية الصحية هي سد جميع احتياجات الجسم كماً وكيفاً لنموه وتوفير الطاقة اللازمة له، بالاضافة للوقاية من الأمراض الناتجة عن الإفراط كالسمنة والسكر أو النقص مثل الأنيميا والكساح ويشترط فيها التنوع بحيث تشتمل على جميع العناصر الغذائية والكم بحيث تشمل الكمية الموصي بها من كل نوع.
الهرم الغذائي ومجموعات التغذية الصحية
الهرم الغذائي يتكون من 5 مجموعات توضح أنواع الأغذية الصحية التي يحتاجها الجسم يومياً بكميات معينة.
المجموعة الأولي للتغذية الصحية: الماء
يُشكل الماء المكون الأساسي في جسم الإنسان. يوجد الماء في الطعام وفي المشروبات التي نتناولها على مدار اليوم ولكن المشروب الموصي من الإكثار منه هو الماء فقط. الماء مهم لعمل أجهزة الجسم وصحة الجلد. من المهم شرب الماء مع الوجبات وبينها. يحتوي الماء وخاصة ماء الصنبور على معادن مهمة للجسم، مثل الكالسيوم، المغنيسيوم والفلور.
المجموعة الثانية للتغذية الصحية: الحبوب
يجب تناول كمية كبيرة نسبيا من الحبوب يوميا، فالحبوب تحتوي على النشا (الكربوهيدرات) وكمية من البروتين.
أمثلة على الطعام الذي يحتوي على الحبوب: الخبز، المعكرونة، القمح، البطاطا، الشوفان، الذرة، البرغل، الأرز.
تحتوي أغلب هذه الأغذية في هذه المجموعة على الألياف (خاصة الحبوب كاملة)، وعلى الفيتامينات والمعادن.
المجموعة الثالثة للتغذية الصحية: الخضروات والفواكه
تحتوي الخضروات والفواكه على الفيتامينات والمعادن، الكربوهيدرات، المياه، الألياف.
أمثلة على الخضروات والفواكه الغنية بفيتامين C: الكرنب، الطماطم، الفلفل، الخس، البرتقال والليمون، الكيوي، الشمام، الفراولة.
يفضل أن تشمل كل وجبة على الخضروات والفواكه من أنواع مختلفة. تحتوي الخضروات على كمية أقل من السكر والسعرات الحرارية مقارنة مع الفاكهة لذلك فمن المفضل تناول الخضروات بكمية أكبر من الفاكهة.
المجموعة الرابعة للتغذية الصحية: البروتينات
البروتينات موجودة في منتجات اللحوم (مصدر للحديد)، أو منتجات الحليب (كمصدر للكالسيوم)، وأيضا في البيض والبقوليات (مصدر للحديد والكالسيوم معا). تحتوي البروتينات أيضا على بعض العناصر الغذائية الأخرى مثل: الزنك، فيتامين B-12 الموجود في الأغذية الحيوانية، الألياف – البقوليات، كما يمكن الحصول على أوميجا 3 من الأسماك. يفضل تنويع الغذاء بين البروتين الحيواني مثل اللحوم، الدجاج، الأسماك، الحليب، البيض وبين البروتين النباتي مثل العدس، الفاصوليا، الحمص. من المستحسن أن تتناول الأغذية التي تحتوي على كمية قليلة من الدسم.
المجموعة الخامسة للتغذية الصحية: الدهون
وهي توجد في الزيوت، الافوكادو، المايونيز، المكسرات، اللوز، الزيتون، السمن، والزبدة. هذه الأغذية مهمة للصحة ولكن بكميات قليلة.
أهمية وفوائد التغذية الصحية
التغذية الصحية لها أهمية كبيرة وفوائد عديدة، من أبرزها:
- تساعد على الحفاظ على الوزن حيث ان التغذية الصحية تعنى حصول الجسم على ما يحتاجه من السعرات الحرارية وعدم استهلاك كمية عالية من السعرات بدون داعي كما ان تناول الالياف الموجودة في الطعام الصحي تساعد على ضبط الوزن من خلال الإحساس بالشبع وتقليل الشعور بالجوع.
- تعمل على الوقاية من مرض السكر، حيث ان كبار السن معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بمرض السكر من النوع الثاني، لذلك فإن تقديم التغذية الصحية لهم يقيهم من مرض السكر إذ يقل استهلاكهم للدهون المشبعة والسكريات.
- التغذية الصحية مهمة لصحة العظام والأسنان، حيث أن اتباع نظام غذائي صحي يوفر الكميات المناسبة من الكالسيوم والمغنيسيوم والفسفور اللازمة لصحة الأسنان والعظام و الوقاية من الإصابة بمرض هشاشة العظام.
- تعمل على تقوية الذاكرة، إذ إنَّ التغذية الصحيّة تساعد الوقاية من خرف الشيخوخة والزهايمر.
- تحسين الحالة النفسية والمزاجية، فقد أكدت دراسة أُجريت حديثا على أن تناول الأطعمة الثقيلة والتي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون المشبعة والسكريات يمكن أن يتسبب في زيادة الشعور بالتعب والإعياء كما يمكن أن يزيد من أعراض الاكتئاب.
- التغذية الصحية تقلل احتمال الإصابة بالسرطان، إذ تعتبر السمنة والإكثار من تناول الطعام غير الصحي من عوامل الخطر وقد اثبتت الدراسات ان تناول الطعام الصحي الغني بالفاكهة والخضروات الغني بالألياف الغذائية يقلل من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، كما أكدت دراسات أخرى على أن تناول الأطعمة الغنيّة بالألياف يساهم في التقليل من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
- تُحافظ على صحّة القلب، حيث ان كثير من مشاكل القلب والسكتات الدماغية يمكن منعها والوقاية منها عن طريق التغذية الصحية وممارسة النشاط البدني.
دور التمريض المنزلي في التغذية الصحية
يجب أن يحرص التمريض المنزلي المرافق للحالة على التأكد أن الوجبات الغذائية التي يتم تحضيرها وتقديمها للمريض أو لكبار السن مناسبة من حيث:
- تحتوي على الأغذية من جميع المجموعات الخمس السابق ذكرها. يجب التنويع أيضاً في اختيار أغذية مختلفة من كل مجموعة خلال النهار. يفضل أن تكون كل وجبة أن تحتوي على نوع من ثلاث مجموعات غذائية على الأقل.
- زيادة الطعام الذي يحتوي على الألياف مثل: الحبوب الكاملة، البقوليات، خضروات وفواكه.
- أن يحتوي الطعام على كميات أقل من الملح ومن الأغذية المصنعة مثل الصلصات الجاهزة.
- التقليل من استهلاك الدهون-يفضل اختيار منتجات الحليب منزوعة الدسم واللحوم بدون دهون وعدم استخدام الدهون في تحضير الغذاء.
- الابتعاد عن السكريات المضافة للغذاء، حيث يجب الامتناع بشكل خاص عن المشروبات المحلاة.
- أثناء تحضير الطعام يجب وضع معدل الحرق في الاعتبار، حيث أن كبار السن قليلي الحركة معدل الحرق لديهم أقل من الشباب الذين يعملون طوال النهار ويقومون بأنشطة بدنية مختلفة، لذلك كمية الطعام الذي يتناوله كبار السن ستكون أقل.
- يجب أن يحرص التمريض المنزلي المرافق لكبار السن على التأكد من تناول المسن للسوائل والماء الكافي وذلك لأهمية شرب السوائل لكبار السن، لأنهم يميلون للتقليل في شرب السوائل لعدة أسباب مثل قلة الشعور بالعطش، التأثير المصاحب لبعض الأدوية، أو صعوبة في الوصول إلى مياه الشرب أو غيرها من الأسباب.
- كمية السوائل المطلوبة هي حوالي 8 أكواب يوميا على مدى اليوم حيث يمكن تناول جزء من السوائل على هيئة غذاء مثل تناول الحساء. يمكن أن يحتاج الجسم لكمية أكبر من ذلك في الطقس الحار أو عند القيام بجهد.
- يجب التأكيد على تناول ثلاث وجبات في اليوم على الأقل. وقد ثبت أن تقليل أو نسيان بعض وجبات الطعام هو أحد العوامل المسببة لسوء التغذية في أوساط كبار السن. يجب التأكد من تناول وجبة الإفطار، حيث أنها تكسر صوم الليل وتمنع الجوع والأكل غير المنضبط خلال النهار.
نموذج التغذية الصحية المُتّبع في تيبيكال كير للتمريض المنزلي
الكميات المفصلة أدناه للمكونات الغذائية تتطرق إلى الاستهلاك اليومي الذي يتبعه طاقم تمريض بالمنزل الخاص بمركز تيبيكال كير:
- الألياف – يحتاج الجسم إلى كمية 21 غرام في اليوم للنساء و-30 غرام في اليوم للرجال. يمكن تناول الكمية الموصى بها عن طريق غذاء غني بالألياف الغذائية، مثل: الخضروات والفواكه يفضل تناولها مع القشرة، الحبوب الكاملة الخبز المصنع من القمح الكامل، الشوفان، وبقوليات.
- الكالسيوم – يحتاج الجسم لكمية تبلغ 1,200 ملغم في اليوم. يتوفر الكالسيوم للجسم من خلال أنواع غذاء غنية في الكالسيوم، مثل: منتجات الحليب قليلة الدسم، البيض وذلك بالإضافة للمكملات الغذائية وكبسولات المقويات التي تحتوي على الكالسيوم لأنه في معظم الأحيان يكون الصعب تزويد الجسم بكمية الكالسيوم الموصي بها بواسطة الغذاء فقط.
- فيتامين D – يحتاج الجسم لكمية من 800-1,000 وحدة دولية في اليوم الواحد. المصادر الطبيعية لفيتامين D هي الأسماك ومنتجات الحليب والأهم من ذلك التعرض للأشعة فوق البنفسجية من الشمس. يمكن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين د في حالة تعذر التعرض لأشعة الشمس.
- فيتامين B12 – يحتاج الجسم لكمية تبلغ 2.4 ميكروغرام من الفيتامين في اليوم في شروط امتصاص سليمة. يوجد فيتامين B12 في مصادر الطعام الحيواني كاللحوم، والأسماك، منتجات الحليب، البيض، مع ذلك، نقص فيتامين B12 هو أمر منتشر بين المسنين، لذلك فمن المستحسن تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على الفيتامين بنسبة 2.4 ميكروغرام يوميا. هناك بعض الحالات الصحية التي يصاحبها عدم قدرة المعدة على امتصاص فيتامين ب١٢ من خلال الغذاء فيتم تزويد هؤلاء المرضى به عن طريق الحقن أو حبوب تحت اللسان.